النور احمد النور : صحفي الأخبار الأول فى السودان..
بقلم د. إبراهيم الصديق علي
فى أمسية هادئة عام 2017م زارني ذات أحد الزملاء وسألني عن خبر ما ، فأعطيته بعض التفاصيل ، فقال لي : وجدت نفس هذه التفاصيل عند الأخ النور أحمد النور ، وزاد عليها بعض المعلومات ، قلت له : النور سابق دائماً فى هذا الميدان.. قال لى لماذا ؟..
قلت له : نحن جيل سابق له ، وأشتغلنا فى مجال الأخبار وتوسعت مصادرنا ، ثم انقطعنا ، بعضنا ذهب للمؤسسات ، وهناك من ترك المهنة ، و من ترك البلاد وأغترب ، و من أختار التدريس ، ولكن الأخ النور لم يغادر (صومعته) تلك ، بل لم يغادر غرفة الأخبار لأى إدارة أخري فى الصحف فيما أعلم إلا حين تولى مسؤوليات أكبر تحريريا ، ولذلك هو صاحب المصادر الاوسع والممتدة.. وأهم من المصادر معرفة مظان الأخبار..
درس النور الصحافة والاعلام بجامعة أمدرمان الاسلامية ، وكان شغوفا بهذه المهنة ، وملتزما بها ، ومدركا لأدواتها ، وهو أحد الذين طبقوا ما درسوا حقيقة ، وقد نهل من أساتذة اهل معرفة ، فمنهم عبدالرحيم نورالدين وصلاح محمد إبراهيم وآخرين من الخبراء..
خصلتان فى مجال المهنة تميزان النور ، فهو رجل يعمل مع أى فريق عمل ، وصديق الكل ولا يعادى وليس معنيا بصراعات أو مشاحنات ، وتلك ميزة أهل الفضل فمن تربى فى بيت عامر بالفضائل سيكون ذلك منهجه ، وطبعه..
ثم أنه صبور على مصاعب المهنة ، والعمل فى ظروف الضغط والتعقيدات وهذا طبع سمة الشخصيات القيادية فى المؤسسات ، ولذلك ارتبط النور فى عمله بالمؤسسات الناجحة والأفكار المتقدمة..
وحافظ النور على مساحة استقلاله المهني عن ملابسات التحيزات السياسية ، ومع أنه سليل اسرة ذات إرث صوفى وحركي ، استكملت حلقاته ما بين ود الزاكي و المزروب شمال كردفان ، فإن النور ظل مثالا للصحفي المهني في آراءه واهتماماته وتحليلاته..
أنتقل الأخ الكريم النور من موقع إلى آخر فى عمله الصحفي ، وفى كل موقع عمل أو تجربة كان (النبل) و (عفة اليد واللسان) و (عزة النفس) هى محور حياته..
تذكرت هذه الخواطر ، وأنا ادون بعض التنبيهات عن كتابة الأخبار ، وهذا عالم عايشته منذ العام 1986م ، ولم يبق فى القوس كثير..
حيا الله زميلنا وصديقنا النور ، وكل (كهنة) غرف الأخبار فى الصحافة السودانية.