رسالة إلي أخواني
م طارق حمزة زين العابدين
وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (103)
أولئك ( إخواني) فجئني بمثلهم
إذا جمعتنا يا جرير المجامعُ
علينا جميعا التحلي بكل خصال الحكمة والحنكة، وأدب الاختلاف والحوار العقلاني الهادئ القائم على إثارة أنبل المشاعر وأفضلها لدى كل الأطراف ، لتجاوز العقبة، واحتواء الأزمة، والخروج منها، وذلك ما كان يفعله السلف الصالح.
علينا الفصل بين الشخص والمبدأ، بين الحاضر والتاريخ.
اتمني أن يكون منهجنا يمنح قدسية المبادئ رجحانا على مكانة الأشخاص، مع الاعتراف بفضل السابقين ومكانتهم في حدود ما تسمح به المبادئ التي استمدوا منها ذلك الفضل وتلك المكانة.
افسحوا لجيل جديد يفسح لكم الله فهم قادرين علي توحيد الصفوف وقيادتنا الي بر الأمان.
{وما فتىءَ الزمانُ يدور حتــى *** مضى بالمجدِ قومٌ آخرونـا
وأصبحَ لا يُرى في الركبِ قومي *** وقد عاشوا أئِمَّتَهُ سنيـنـا
وآلمني وآلمَ كلِّ حــرٍ *** سؤالُ الدهـرِ: أين المسلمـونا ؟}
افسحوا لجيل لا زال يحترمكم ويقدمكم في المحافل والصفوف تأدبا.
إنه ذات الجيل الذي تربي علي مبادئكم السمحاء وما عرف سوي الإسلام دينا
إنه ذات الجيل الذي شهد الوغي وعاصر حرب الكرامة فكانوا وما زالوا كماة يدكون المعاقل والحصونا.
إنه ذات الجيل إمتدادا لزمرة الشهداء علي عبد الفتاح وعبيد ختم ومحمود شريف والزبير محمد صالح وعوض عمر السماني والقائمة تطول.
تذكروا ان الوقت ليس وقت خلاف وان هنالك أمة بكاملها تنتظر رشدنا ورشادنا
تذكروا إخوان لكم يتقدمون الصفوف اليوم في معركة الكرامة دفاعا عن الامة وشرفها ولسان حالهم يقول:
{هدتنا الجراحُ وأوغلت فينا الجراحْ
غرباء نمشي في دروب الناسِ
لا زاداً ولا صحباً نقاوم وحدنا هوج الرياحْ
غرباءُ تسلمنا المنونَ إلى المنونِ
إلى السهامِِ الى النبالِ الى الجراحْ
غرباءُ نسعى يا رسول اللهِ والأحبابُ والأخيارُ يرتحلونَ ما طلع الصباحْ
ونلوذ نهرع بالذين نحبهم من علمونا كيف أن السجنَ بابٌ للحياةْ
وكيف أن الغاب باب للنعيم
وكيف ان طريقنا يفضي الي دار الفلاح}
سألني أحدهم مرددا قول الشاعر
{هـل يرجعُ الماضي ؟ *** فإني أذوبُ لذلكَ الماضي حنينا}
فقلنا نعم إن شاء الله وبأذن الله ما دام فينا رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرومَا بَدَّلُوا تَبْدِيلً
نعم ما زال فيننا وبيننا المشير البشير وصحبه بكري وعبد الرحيم وآخرين.
نعم ما زال فينا وبيننا الشيوخ كرتي وابراهيم أحمد عمر ومهدي إبراهيم وإبراهيم محمود وأحمد هارون وآخرين.
نعم ما زلنا حتي يومنا هذا تحت مظلة حركة إسلامية نأتمر بأمرها وحزب قائد نصبو به لعمل سياسي راشد ونسال الله أن نظل كذلك.
نعم سنظل انشاء الله نفخر ونفاخر بحركتنا وحزبنا ونقول للعالم اجمع:
{الله ابدع طائرا
وحباهُ طبعاً ان يلوذ من العواصف بالذرى
ويطير مقتحماً ويهبط كاسراً
ويعف عن ذل القيود فلا يباع ويشترى
واذا استوى سماهُ نسراً
قال منزلك السماء ومنزل الناس الثرى
الله قال له إذاً ستكون خلقاً آخرا
لك قوة مثل الصخور
وعزة مثل النسور
ورقة مثل الزهور
وهيأة مثل الورى
كن،، اغمض النسر النبيل جناحه
وصحا فأصبح ( الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني)
الي كل المشفقين والحادبين سنخرج إن شاء الله من هذه المحنة وهي منحة.
سنخرج أقوياء كما كنا مدافعين عن أرض السودان وعزة السودانيين.
لن يتوقف زحفنا ولن تسقط رايتنا باذن الله.
{سيظل هذا الزحف مثل السيل يجعل كل حطام حطام
والرائعون سيخرجون من الشعاب من الدروب من الطريق من القلوب من الزحام
سنظل عند العهد
نرفع راية المجد المبين
مبددين دجي الظلام}