أهم مطلوبات البناء السياسي الوطني!؟
السفير : د. معاوية التوم
على خلفية الاجراءات التي اتخذتها حكومة السودان مؤخرا بتعديل الوثيقة الدستورية لعام ٢٠٢٥م لاستعادة المسار السياسي بالبلاد .رغم تداعيات الحرب التي شنتها قوات الدعم السريع المتمردة بآثارها الممتدة لما يقرب من العامين. يعد اعادة هندسة البناء السياسي الوطني للبلاد غاية هامة، وعملية مطلوبة بشدة ومعقدة تتطلب تضافر جهود متعددة لتحقيق السلام والاستقرار والتنمية المستدامة وخطط قومية آنية ومستقبلية للتاهيل واعادة الإعمار في الحالة التي عليها اوضاع السودان. وصولا لاستعادة بناء هياكل الدولة وانطلاقة خطى النهضة والازدهار . وفيما يلي أبرز المطلوبات الأساسية:
1. الإطار الدستوري والقانوني
• وجود دستور يعبر عن الهوية الوطنية ويحدد الحقوق الأساسية والواجبات.
• سيادة القانون واستقلال القضاء لضمان العدالة والمساواة بمراجعات تستوعب ارث البلاد في هذه الزاوية.
• فصل السلطات لضمان التوازن بين التنفيذ والتشريع والقضاء، وبناء دولة المؤسسات.
2. الشرعية السياسية والمشاركة الشعبية
• نظام حكم شرعي يحظى بقبول شعبي عريض ويعتمد على الانتخابات الحرة النزيهة.
• مشاركة المواطنين في اتخاذ القرار من خلال الأحزاب السياسية ومنظومات المجتمع المدني.
• ضمان حرية التعبير والتعددية السياسية وفق المباديء المتعارف عليها لإرساء لبنات البناء الديمقراطي وتعزيز قيمه.
3. المؤسسات السياسية الفعالة
• حكومة مدنية فاعلة وقادرة على تنفيذ السياسات العامة بكفاءة وشفافية تقوم على مقتضيات الامن الوطني للبلاد.
• برلمان يمثل ارادة الشعب وتطلعاته ويقوم بدوره الرقابي والتشريعي الإسنادي .
• أحزاب سياسية فاعلة تمتلك رؤية وطنية وبرامج قومية واضحة ، تعكس الارث المجتمعي والثقافي والموروثات و تطلعات المواطنين.
4. الاستقرار والأمن القومي
• جيش وأجهزة أمنية نظامية فاعلة وموحدة تعمل وفق القانون وتحمي سيادة الدولة ودستور البلاد .
• استراتيجيات مختلفة لمحاربة الفساد والجريمة المنظمة والتطرف والارهاب .
• سياسات تعزز الوحدة الوطنية وتحافظ على السلم المجتمعي والتداول السلمي للسلطة والقسمة العادلة للثروات والموارد .
5. التنمية الاقتصادية والاجتماعية
• سياسات اقتصادية تقلل الفجوة بين الطبقات الاجتماعية وتحد من الفقر .
• تحسين الخدمات العامة مثل الصحة والتعليم والبنية التحتية والبيئة.
• دعم المرأة والشباب وريادة الأعمال لضمان فرص عمل وتحقيق التنمية المستدامة.
6. الهوية الوطنية والثقافة
• تعزيز الهوية الوطنية والانتماء من خلال التعليم والإعلام وإثراء التعددية والتعايش السلمي والتنوع الثقافي.
• احترام التعددية الثقافية والدينية داخل المجتمع ومكافحة خطاب الكراهية.
• خلق وبناء خطاب وطني قومي يوحد المجتمع ويعزز قيم المواطنة المتساوية.
7. السياسة الخارجية والدبلوماسية
• علاقات خارجية متوازنة تحفظ المصالح الوطنية العليا للبلاد والاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشئون الداخلية للبلدان.
• الالتزام بالقوانين والمواثيق والمعاهدات الدولية.
• تعزيز التعاون الإقليمي والدولي لتحقيق التنمية والاستقرار، واحترام حقوق الإنسان .
. تعزيز سياسة حسن الجوار وتبادل المنافع المشتركة.
هذه المطلوبات أعلاه مجتمعة، تشكل حجر الأساس لبناء نظام سياسي وطني قوي ومستدام، وفق الاطر الدولية والمبادئ المرسية في هذا الاطار . والسودان ليس استثناءًا في ذلك ، ان قدر لها ان تؤسّس على هدى، من شأنها أن تسهم في تحقيق السلام والاستقرار السياسي والاقتصادي والأمني وبسط العدالة والتنمية. وهي متلازمة ترتبط ببعضها البعض وتتداخل في سياقاتها الكلية المختلفة، ولا يصلح البناء او النهضة من دونها . ولا تقبل التجزئة في تراتبيتها وتكامل حلقاتها لسلامة البناء المتكامل للدولة على قيم راسخة تتضافر وتتكامل باستيعابها للخصوصية التي تميز البلاد في تاريخها وجغرافيتها السياسية وارثها ، وكسبها منذ الاستقلال في الأخذ بالعبر والدروس المستفادة في كل ما يصون البناء الوطني ويحمي لحمته . والافادة من تجارب الأمم والشعوب والحضارات الإنسانية دون ارتهان او تقيد بأجندات او إرادات خارجية وتقاطعات لمصالح الدول الكبرى ، في المنطقة، قد تضير بمسيرة البناء الوطني. التي يتوجب ان ترتكز الي المشركات القومية، التي تتراضى عليها الامة السودانية. ومعالجة القضايا الخلافية بالتوافق الوطي الداخلي عب الحوار والمشورة وتغليب المصالح الوطنية على ما سواها، دون عصبية او مزايدة او إقصاء وتهميش، بما يحقق الغاية الكبري من مطلوبات دعائم البناء السياسي الوطني المستدام. وتجاوز التحديات وعارضات الدهر في مسيرة الوطن وتقلباتها عبر الحقب والأنظمة التي تعاقبت .