دعوة العلماء والمفكرين وقادة الرأي للإسهام في نهضة السودان الحديث !؟
السفير د. معاوية التوم
بداية لا أدعي لنفسي أي من هذه الصفات أو الألقاب لأزايد عليهم، ولكنها غيرة الوطن وحميته ومحبته دونما عصبية أو تميز. فهي مناشدة خاصة مبرأة من الغرض والظنون والمكسب لأجل غاية سامية، في أن أبادر بدعوة الأعلام من أبناء الأمة السودانية لنداء يتصل بحياة امتنا واستنهاض ضميرها. وهي دعوة تتجاوز الاحزاب والتنظيمات والكيانات والأشخاص وحظ النفس، الي ذات الوطن ولحمته وأوصاله التي تقطع، وعراه التي تمزق ووجوده الذي يراد له الفناء. وهي دعوة تبتغي الاعمار والإصلاح لكل مخلفات الحرب الضروس وعمارة الدار ، واعادة بناء دولة وأمة وإحياء مكنونها وغرسها رغم رصيد العقود وشواهد التاريخ .وهي دعوة تنشد الخيرية في ذخر السودان من أبنائه وبناته من أهل الخبرة والدربة والتجارب والاختراع والإبداع، بضمير وحدب ونخوة ومروءة كم أسدوها للأكثرين من حولنا، نريد استدعائها وتعظيمها لساحة الوطن والخراب الذي أحاط به . وأخص بتوجيه الدعوة إلى العلماء والمفكرين وقادة الرأي العام والنجوم والمؤثرين للإسهام في نهضة السودان، لأن البناء الذي يقف على العلم والبحوث والدراسات تكون قواعده راسخة ومستدامة، ويصعب على التصدع وعوامل الدهر و عارضاته بالعظات التي نراها في سائر بلدان العالم ممن طالهم نحو مما أصابنا . أناشدهم بدم أهل السودان وابتلاءاتهم المتعاظمة التي لا تتوقف، في ظل الظروف العارضة التي تكتنفه والتحديات الجمة التي تواجه مصير بلادنا أمام هذه الحرب الغادرة وسيل الفتن، والسهام المسمومة التي وجّهت الي صدر البلاد وإنسانها وجيشها ومواردها وكل من له صله بوجود السودان الدولة والكيان والشعب وكل رمزية فيه.. وهي خطوة مهمة تستدعي خطابًا استثنائياً شاملًا ومؤثرًا يضع هموم البلد ومصالحه وسيادته ارضا وترابا وشعبا نصب أعينه. ويمكن أن تكون هذه الدعوة في شكل نداء رسمي أو بيان مفتوح، أو مبادرة وطنية خالصة أو تداعي قومي ينظر فيما نعايشه من واقع مكلوم،ويقفز فوق حواجزه ومثبطاته بارادة وعزيمة وطنية قادرة ، ورؤية قومية مجتمعة تروم نهضة شاملة وتجديد للبناء يستشرف المستقبل بقلب وعقل مغاير ، منفتح على كل مقترح بناء وفيض عقل و يتضمن في حده الأدنى النقاط التالية:
1. التأكيد على أهمية المرحلة
السودان على خلفية الحرب الممتدة لعامين والتي تجاوزنا اكبر اهدافها ومنطلقاتها، يمر بمرحلة حاسمة تتطلب تضافر الجهود وتجاوز الذات من جميع أبنائه، وخاصة العقول المفكرة والقيادات الفكرية والعلمية وأصحاب الإسهام النوعي من الاسر الرائدة التي باتت بعض بنائنا الوطني وشموخه.
2. التخصصات المطلوبة
استنهاض السبق والخبرات في مجالات العلوم، التكنولوجيا، الاقتصاد، الإدارة، التعليم، الصحة، والتنمية الاجتماعية، الصناعة وغيرها من المجالات الحيوية، وعلماء الاستراتيجيات والتخطيط القومي والمنشآت الحيوية وخبراء الامن والعسكرية والعلوم الشرطية الخ .
3. آليات الإسهام
• تقديم رؤى وأفكار ومقترحات وتجارب نموذجية عملية لحل المشكلات الاقتصادية والاجتماعية عبر اي من حلقات العلم ومنصاته .
• دعم البحث العلمي والابتكار في المؤسسات الأكاديمية ، يأخد بالتجارب والعبر الإنسانية في النماء والنهضة .
• المساهمة في بناء مؤسسات الدولة وأجهزتها ونظمها ولوائحها وفق أسس علمية وإدارية حديثة.
• تعزيز الحوار الوطني والمشاركة في وضع استراتيجيات ومشروعات وخطط مستقبلية.
• دعم المبادرات الشبابية وريادة الأعمال.
4. فتح قنوات التواصل
إنشاء منصات أو ملتقيات ومنابر تجمع العلماء والمفكرين لمناقشة القضايا الوطنية باي مسميات مبتكرة، لوضع خارطة طريق قومية وخطط وبرامج عمل قابلة للتنفيذ بقيد زمني يناسب ظرفنا وقدراتنا.
5. التأكيد على المسؤولية الوطنية
توجيه النداء بروح وطنية جامعة ترتكز الي الالتزام الوطني والأخلاقي والقيمي ، بعيدًا عن أي عصبية أو انتماءات سياسية أو أيديولوجية حتي نتجاوز مرحلة الانتقال الي ركيزة الاستقرار والانطلاق . والتركيز على بناء السودان كدولة حديثة ومستقرة ومتماسكة، حصينة من الصراعات الداخلية،وعصية على كل عدو متربص أو مطمع أجنبي أو رغبة لدخيل وعميل وأجندات خارجية.
غني عن القول أن للسودان رصيد وافر وزاخر من العلماء والمفكرين والكفاءات والقدرات والخبرات المشرفة ورواد النهضة والبناء، داخل الوطن و بالمهاجر، ما يكفي للقيام بهذه المهمة القومية والتجاوب الإيجابي معها بنكران ذات وتجرد على نحو غير مسبوق. يكتبون بها تاريخهم المتجدد وسفر متفرد وخالد للأجيال المعاصرة والقادمة . وان التجارب الإنسانية من حولنا وبالعالم وافرة بما نحتاجه من قوالب ونماذج، ولدينا من الأصدقاء وأهل الوفاء والعون ما يساعد لتجسيد هذه الدعوة ووضعها موضع التنفيذ لتكون بذرة لميلاد (سودان حديث ) يتطلع له أبناءه وبناته لأن يكون منارة بين الأمم والشعوب ، يغير بارادته وفعل أبنائه من هذه النظرة السالبة وما يتسيد الراى العام الاقليمي و العالمي من صورة شوهاء عن بلادنا وأمتنا يراد لها أن تظل عالقة دون تغيير .
وللتنافس الحميد في بسط الخيرية والتشارك بالظن والفال الحسن يمكن نشر هذه الدعوة عبر وسائل الإعلام، ومواقع التواصل الاجتماعي، والندوات والمؤتمرات، وكذلك التواصل المباشر مع الشخصيات المؤثرة داخل السودان وخارجه حشدا لكل طاقة، واستنهاضا لكل ارادة . ويقيني أن قادة بلادي لا تعوذهم الحكمة والإرادة في الأخذ بكل بادرة وتقدم الصف في استحسانها وتعظيمها وتيسير سبيلها القاصد بنيته حتى تبلغ مأمنها، والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل ومنها جائر،،،،