مراسي…
د.ماجد السر عثمان
خطاب “مُكمَّل ومَدروس”…
في السياسة كما في المطبخ، لا يكفي أن تتوفر أفضل المكونات، بل لا بد من طهاة ماهرين يجيدون المزج والتوقيت والتقديم.
يُروى أن زوجًا عاد إلى منزله برفقة زوجته بعد حضور وليمة في دار أهلها، فراح ينتقد طريقتها في الطبخ، قائلاً: “لا تجيدين الطبخ كما تجيده أمك وأخواتك!”
ابتسمت الزوجة وأجابته بهدوء: “نحن يا أخي نطبخ بنفس الطريقة، فقط الفرق أن أبي يشتري من الخضار واللحوم أطيبها، وبأغلى الأسعار!”
تذكرتُ هذه الحكاية وأنا أتابع الخطاب الافتتاحي لمعالي الدكتور الكامل إدريس، رئيس مجلس الوزراء. لقد أعاد للمنصب وقاره، وللمنابر هيبتها، وللّغة بريقها. خطابه بدا “مكمّلًا ومَدروسًا”… لا على سبيل الإعجاب فقط، بل في تورية لا تخفى على اللبيب: فقد جمع بين كمال المعنى وكامل الاسم.
لكن، وآهٍ من “لكن”، فإن الخطاب وحده لا يكفي. لا بد من طباخين مهرة، يجيدون الصنعة، وأيديهم “طاعمة”.
فالإدارة، مثل الطبخ، تحتاج إلى من يعرف متى يُقلّب، ومتى يُغطّي، ومتى يُقدّم الطبق ساخنًا في الوقت المناسب.
لقد وضع رئيس الوزراء على المائدة مكونات واعدة… فهل سيجد من يُحسن الطهي؟