التوعية المجمعية والأمنية بمخلفات الحرب ومخاطرها بالبلاد !؟
السفير.د.معاوية التوم
هذه دعوة لتعزيز الامن والسلم المجتمعي على صعيد المعرفة والتدريب والتلقين الامني، ورفع الوعي ببرامج وأنشطة وفعاليات جمعية من وحي دروس الحرب وفتنها ومخاطرها التي لم تترك بعدا في حيواتنا إلا ولجته . فالتوعية المجتمعية والأمنية بمخلفات الحرب في السودان ومخاطرها مسألة في غاية الأهمية لحماية السكان، خاصة في المناطق التي شهدت وتشهد ويلات الحرب الضروس في معظم ولايات السودان.وهو عرف وإجراء حضري معمول به في المناطق التي تحيط بها نزاعات مسلحة، على نحو ما تشهده بلادنا من حرب مفتوحة ومدمرة من قبل قوات الدعم السريع المتمردة منذ أبريل ٢٠٢٣م وحتى تاريخه.سيما واننا لم ناخذ بالعبر والدروس مما أحاط بنا سابقا وما جلبته الحرب من ويلات ومآسي .وهي أمر مطلوب في احداث تغيير شامل في نمط الثقافة الجمعيّة والوعي الامني بمخاطر الحرب، وتطويق تداعياتها ورفع الحس الأمني لدى المواطن العادي عبر سلسلة من البرامج والخطط والتوعية المجتمعية الشاملة باستخدام كافة المنابر والمنصات المتاحة والواجهات لإحداث نقلة نوعية تستفيد من تاريخنا المرير مع الحروب والنزاعات الأهلية لنستصحبه في مقبل الأيام. وأخذ العظات والدروس مما وقع من جرائم ومحظور لامس الحياة العامة في كلياتها.. ويمكن أن تشمل التوعية عدة محاور رئيسية:
1. التوعية بمخاطر مخلفات الحرب
•التعريف بأنواع المخلفات الحربية مثل الألغام الأرضية والذخائر غير المنفجرة.
•شرح كيفية التعرف على هذه المخلفات وأماكن تواجدها المحتملة.
•توعية الأطفال بعدم لمس أو العبث بأي جسم غريب قد يكون خطيراً.
2. الإجراءات الوقائية
•وضع لافتات تحذيرية في المناطق التي يُشتبه بوجود مخلفات حرب فيها.
•التنسيق مع الجهات المختصة مثل منظمات إزالة الألغام والقوات الأمنية للإبلاغ عن أي أجسام مشبوهة.
•تنظيم ورش توعية في المدارس والمساجد والمجتمعات المحلية لتثقيف السكان حول التصرف السليم عند مواجهة مخلفات الحرب.
3. دور الجهات المختصة في إزالة المخلفات
•تفعيل دور الحكومة و مؤسساتها العسكرية والأمنية والشرطية والمنظمات الإنسانية ومنظمات المجتمع المدني في إزالة الألغام والذخائر غير المنفجرة .وركام الآليات العسكرية بالأحياء والطرقات.
•توفير خرائط دقيقة للمناطق التي تحتوي على مخلفات حرب لتسهيل عمليات الإزالة.
•تقديم الدعم النفسي والاجتماعي للمتضررين من هذه المخلفات.
4. تعزيز الوعي الإعلامي والمجتمعي
•إنتاج مواد إعلامية مثل الأفلام الوثائقية، والملصقات، والنشرات التوعوية.
•استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والإذاعات المحلية لبث رسائل توعوية مستمرة.
•تشجيع الناجين من حوادث انفجارات مخلفات الحرب على مشاركة تجاربهم لتحذير الآخرين.
رفع الوعي الأمني الجمعي وترقيته
يظل رفع الوعي الأمني الجمعي في مثل الظروف التي نعيشها، نهج شامل وهام يهدف إلى جعل الأمن مسؤولية مجتمعية مشتركة، خاصة في ظل التحديات التي تفرضها مخاطر ومخلفات الحرب مثل الألغام والذخائر غير المنفجرة. والمحاذير الامنية التي تحيط بالمجتمع ، ولتحقيق ذلك، يمكن اتباع الاستراتيجيات التالية:
1. إشراك المجتمع في الأمن الوقائي
•تشجيع المواطنين على الإبلاغ الفوري عن أي حركة مريبة للأشخاص والمركبات او دخلاء او أجسام مشبوهة أو مناطق يُحتمل أن تكون ملوثة بمخلفات الحرب.
•تشكيل لجان مجتمعية تعمل بالتنسيق مع الجهات الأمنية والإنسانية لنشر التوعية وتنظيم حملات إعلامية باستخدام وسائل الإعلام والجامعات والمدارس والمساجد والوسائط المجتمعية عبر الاحياء السكنية.
•تعزيز ثقافة “الأمن مسؤولية الجميع” من خلال بناء جسور الثقة بين المواطنين والقوات النظامية، وتعزيز سيادة القانون والرقابة المجتمعية.
. ادخال كاميرات الرقابة الإلكترونية في الاحياء والطرق العامة والداخلية للحد من الجريمة وتتبعها.
2. بناء قدرات الأسر والأفراد على التعامل مع المخاطر
•توفير تدريبات مجتمعية حول كيفية التعرف على أساليب الامن الذاتي والرقابة والتعامل مع المتفجرات ومخلفات الحرب والجثامين دون تعريض النفس للخطر.
•تعليم الفئات الأكثر عرضة للخطر، مثل الأطفال والرعاة والمزارعين، والعمال كيفية التصرف في حال العثور على أجسام مشبوهة.
•دمج برامج التوعية الأمنية في المناهج الدراسية لضمان وصول المعلومات إلى الأجيال الناشئة والارتقاء بالثقافة الامنية والتوعوية.
3. استخدام وسائل الإعلام في نشر الوعي
•إنتاج برامج إذاعية وتلفزيونية تتناول المخاطر الأمنية لمخلفات الحرب بأسلوب مبسط وفعال.
•استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لنشر معلومات دورية حول المناطق الخطرة وأحدث الجهود في إزالتها.
•تشجيع الشخصيات المؤثرة محليًا على نشر رسائل توعوية تعزز الأمن الجمعي.
. اتباع توجيهات المنظمة العسكرية تنبيهاتها عبر الموجات القصيرة بالإذاعات المحلية .
4. التنسيق مع المنظمات الإنسانية و الوحدات الأمنية
•دعم جهود المنظمات العاملة في إزالة الألغام ونزع الذخائر غير المنفجرة.
•تعزيز التعاون بين الجهات الأمنية والمجتمعات المحلية لضمان استجابة سريعة لأي تهديد محتمل.
•إنشاء مراكز استقبال للبلاغات حول اي مهدد أمني ، أو المخلفات الحربية ومخازن ومخابئ السلاح والمواد الخطرة التي يتركها العدو وضمان سرعة الاستجابة لها.
5. غرس ثقافة الحذر والمسؤولية الجماعية
•تعزيز مفهوم أن الأمن ليس مسؤولية الأجهزة الأمنية النظامية فقط، بل هو واجب مجتمعي يتطلب وعيًا جماعيًا وبرامج تفاعلية للرقابة والدوريات بالاحياء السكنية والارتكازات او نقاط الأمن الشامل.
•تحفيز المجتمعات على تبادل المعلومات حول المخاطر الأمنية وتجنب الشائعات والمعلومات المضللة.
•تطوير استراتيجيات محلية للتعامل مع مخلفات الحرب ، وحماية مصادر مياه الشرب بحيث يكون لكل فرد دور في الحفاظ على الأمن.
بهذه الاستراتيجيات، يمكن حماية و تعزيز الوعي الأمني الجمعي في السودان، مما يقلل من المخاطر ويخلق بيئة أكثر أمانًا للجميع. فبلادنا تعيش ظروفا استثنائية ونحن شعب بسمته وفطرته ظل لا يأبه بتبعات هذه الأوضاع على ما تتطلبه الحاجة من احتياطات وقائية . وهذه فرصة للتنبيه لأهمية هذا الشق والبعد الامني الشخصي والأسري والمجتمعي في حياتنا.. وتكامل حلقات التوعية بين الأجهزة المختصة والمجتمع ومنظومة الإعلام ، ومن لهم قدرات ومعرفة خاصة في هذا الجانب ..او مقترحات تعين على ترقية التوعية الامنية والوقاية المجتمعية تطوعا أن يضم سهمه وصوته الي هذا النداء، بكل ما يحصن مجتمعاتنا من أساليب الغدر والخيانة والفتن وما جلبته الحرب من أدواء دخيلة، وثغرات أمنية كبيرة هي التي أعانت هدا العدو الماكر ورعاته لإحداث هذا الاحتراق الكبير في أمننا القومي ومترتباته في السطو والنهب والابتزاز فضلا عن التقتيل والاغتصاب.